’, من أجمل أبيات الوعظ و تدعوا إلى مكارم الأخلاق ’, . . . . صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل. شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.وهو من شعراء الدولة العباسية عاصر الخليفتين المهدي والرشيد شعره جيد وله أبيات في الحكمة والزهد في الدنيا ومحاسبة النفس ، وقد ذكره الثعالبي في كتابه " لباب الآداب " وقال عنه : كل شعره حكم وأمثال .. كان مولى لبني أسد وكان حكيما أديبا فاضلا شاعرا مجيدا وكان يجلس للوعظ في مسجد البصرة اسمه لمع في سماء الشعر وحلّق في فضائه .. أغلب شعره من الحكمة وهو يترجم رجاحة العقل وتفعيله والزهد في الدنيا والنأي عنها ولذلك يعدّ الشاعر من القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن التكسب بالشعر
[poem=font="Arial,6,white,normal,normal" bkcolor="teal" bkimage="" border="groove,5,purple" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ذهب الشباب فماله مـــن عـــودةِ =وأتى المشيب فأين منهُ المهرب
دع عنك ماقد فات في زمن الصبّا =وأذكر ذنوبك وإبكها يا مـذنب
وأذكر مناقشة الحساب فإنــه= لابد يحــصى ما جنيت ويكتبُ
والليل فاعلم والنهار كلاهـــما =انفاسنا فيـه تُعد وتحسب
لم ينسه الملكان حين نسيته =بل أثبتاه وانت لاه تلعب
والروح فيك وديعة أودِعتها =ستردها بالغرم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى له =ديار حقيقتها متاع يذهب
وجميع ما حصلته وجمعته =حقا يقينا بعد موتك ينهب
تبا لديار لا يدوم نعيهما =ومشيدها عما قليل يخرب
فاسمع هديت نصائحاً أولاكها =برَ نصوح للأنام مجرب
أهدي النصيحة فاتعظ بمقاله= فهو التقي اللوذعي الأدرب
لاتأمن الدهر الخؤون لأنه =مازال قدما للرجال يهذب
وكذلك الأيام في غصاتها =مضض يذل له الأعز الأنجب
ويفوز بالمال الحقير مكانة= فتراه يرجى ما لديه ويرغب
ويسر بـ بالترحيب عند قدومه= ويقام عند سلامه ويقرب
فاقنع ففي بعض القناعة راحة =ولقد كسى ثوب المذلة أشعب
لاتحرصن فالحرص ليس بزائد =في الرزق بل يشقى الحريص ويتعب
كم عاجز في الناس يأتي رزقه =رغداً ويحرم كيس ويخيب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز =إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل بطاعته تنل منه الرضا =إن المطيع لربه لمقرب
أد الأمانه والخيانة قاجتنب= واعدل ولاتظلم يطيب المكسب
واحذر من المظلوم سهما صائبا =واعلم بان دعاءه لا يحجب
واخفض جناحك للأقارب كلهم =بتذلل واسمح لهم إن اذنبوا
وإذا بليت بنكبة فاصبر لها =من ذا رات مسلماًَ لاينكب
وإذا اصابك في زمانك شدة =وأصابك الخطب الكريه الأصعب
فأسجد لربك إنه ادنى لمن =يدعوه من حبل الوريد واقرب
واحذر مؤاخاة الدني لأنه =يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً= إن القرين إلى المقارن ينسب
ودع الكذوب ولايكن لك صاحباًَ= إن الكذوب لبئس خلا يصحب
وذر الحقود وإن تقادم عهده= فالحقد باق في الصدور مغيب
واحفظ لسانك واحتزر من لفظه =فالمرء يسلم باللسان ويعطب
وزن الكلام إذا نطقت ولاتكن =ثرثارة في كل ناد تخطب
والسر فاكتمه ولاتنطق به =فهو الأسير لديك إذا لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى= فرجوعها بعد التنافر يعصب
إن القلوب إذا تنافر ودها =شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
واحذر عدوك إذا تراه باسما =فالليث يبدو نابه إذ يغضب
وإذا الصديق رأيته متملقا =فهو العدو وحقه يتجنب
لاخير في ود امرء متملق =حلو اللسان وقلبه يتلهب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة= ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يلقاك يحلف أنه بك واثق =وإذا توراى عنك فهو العقرب
وإذا رايت الرزق ضاق ببلدة =وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فإرحل فأرض الله واسعة الفضاء= طولاًَ وعرضا شرقها والمغرب[/poem]
المصدر "موسوعة ويكبيديا" نوف الشمال